في دقيقتين؛ ما أسباب استمرار انهيار العملة في اليمن، وما الحلول؟

في دقيقتين؛ ما أسباب استمرار انهيار العملة، وما الحلول؟

أولا: أنا لست صحفي اقتصادي، لكن هذه المعضلة عسكرية ثم سياسية أكثر منها اقتصادية.

ما يحدث هو نتيجة ما يسمى “تضخم” ناتج عن استمرار الاستيراد في ظل إيقاف صادرات البلاد.
والنفط هو أهم الصادرات التي يعتمد عليها استقرار اقتصاد اليمن.

فلماذا توقفت صادرات النفط ؟

لأن الحوثي يفرض حصارا “بالصواريخ والمسيرات الإيرانية” على الموانئ النفطية التي تسيطر عليها الحكومة، كل العوامل الأخرى ثانوية وتحصيل حاصل لهذا السبب الرئيس.

ما الحل إذن ؟

تسوية مع الحوثـ.ـ.ـي أو هزيمته عسكريا.. هزيمة كاملة.
كل الحلول الأخرى بما فيها الودائع هدفها الأساس إيقاف تسارع الانهيار مؤقتا وفقط.

حسنا، لماذا العملة في مناطق سيطرة الحوثي تبدو مستقرة؟

لأنه جعل منها عملة غير معنية بالقوة الشرائية وأسعار السلع، سعر الصرف ثابت لكن لا توجد سيولة، ليس في يد المواطن مال.

الوضع المعيشي للمواطن هناك يتدهور ويتأثر بالتضخم، فيما الجماعة حولت القطاع العام والخاص إلى قطاع خاص بها، وتسيطر على موارد الضرائب والاتصالات والطاقة، وحولت مناطق سيطرتها إلى سوق سوداء تديرها هي حصرا وتستحوذ على كامل مواردها وتعتمد بالأساس على العملة الصعبة، ومقابل كل ذلك؛ لا تدفع مرتبات.

أي أن ما يفترض أنها التزامات السلطة تجاه المواطن، حولتها الجماعة إلى مشاريع وموارد خاصة بها تزيد من عبء المواطن ولا تنعكس عليه إيجابا على أي مستوى.

على سبيل المثال: الكهرباء الذي يوفره الحوثي في مناطق سيطرته، يستطيع التجار أن يوفروه بأسعار أقل بكثير، فيما لو سمح لهم بذلك، لكنه لا يسمح، ويضع المواطن أمام خيارات إجبارية، ويمتصه بلا هوادة، ويتنصل عن أي التزامات تجاهه.

نتحدث عن جماعة تحاصرك وتستحوذ على كل الموارد باسم الحصار، وتصنع من كل ما سبق خديعة (استقرار سعر الصرف) في مناطق سيطرتها كغطاء لإضرارها باقتصاد الوطن ومضاعفة معاناة المواطن في صنعاء قبل عدن ومأرب وحضرموت.

حسنا؛ هل الإعاشات، أو ما يروق للبعض تسميتها مرتبات (حكومة الفنادق) تساهم في انهيار العملة؟

نعم، إضافة إلى الفساد أيضا والانقسامات في صفوف الشرعية، كلها عوامل مساعدة، ولكنها ليست السبب الرئيس، هي تؤثر على الودائع، على الحلول المؤقتة، أي أنها تزيد الضغط على المركزي الذي يعاني من طلب كبير على الدولار لتمويل الواردات أصلا.

الحوثي يحاصر اليمنيين وليس موانئ الاحتلال الصهيونـ.ـي، وما دامت لديه القدرة على تهديد صادرات النفط، فما السبب الذي يجعلك تعتقد أنه يمكن أن يقبل بأقل من أن تورد عائدات صادرات النفط إليه كشرط لأي تسوية.

هل قرارات المعبقي كانت ستحدث اختراقا في هذه الأزمة ؟.

لا .. لكنها كانت ستشكل ضغطا هائلا على الحوثي، لدرجة أنه اضطر للبحث عن وسيلة ضغط أخرى على الحكومة من خلال تهديد الموانئ والبنوك والمنشآت النفطية السعودية بدلا من اليمنية، وبالفعل نجح في اجبار السعودية لتضغط على الحكومة للعدول عن قراراتها.

لماذا نجحت السعودية في الضغط على الحكومة؟

لأنها في حال قررت “إيقاف ودائعها” سيعني ذلك أن الحكومة ستكون بحاجة لمعجزة كي تحول دون الانهيار الكامل للاقتصاد الوطني.

ما الحل يا رجل لكل هذا إذن؟
لا توجد حلول في اليمن، منذ انقلاب الحوثي على الحوار الوطني ومخرجاته وحتى اتفاق السلم والشراكة الذي فرضه هو، لم تعد حلول مشكلات اليمن في اليمن.

من صفحة الكاتب على منصة الفيسبوك