دعوات إلى الحد من تهاوي العملة والبنك يعلن عن إجراءات عاجلة

أعلن مجلس إدارة البنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن، اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع التطورات الجارية في أسواق الصرف بالتزامن مع التراجع غير المسبوق في العملة المحلية دون الكشف عنها.

وقالت وكالة سبأ الحكومية، إن المجلس عقد اجتماعا ناقش فيه المستجدات المالية والاقتصادية وتأثيرات ما يمر به الإقليم من أحداث تنذر بتطورات يصعب التنبؤ بانعكاساتها على استقرار الأوضاع الاقتصادية الهشة.

ودعا البنك الحكومة إلى إعادة النظر في السياسات المالية في مجال تحصيل الموارد العامة وتخطيط الإنفاق وفقاً للأولويات من خلال اعتماد موازنة واقعية، مطالبا مجلس القيادة بدعمه ومساندته للقيام بواجباته باستقلالية ومهنية.

يأتي ذلك فيما طالب رئيس الحكومة أحمد بن مبارك، المجتمع الدولي بدعم الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية ووقف تدهور العملة الوطنية التي تشهد أكبر تراجع لها أمام العملات الأجنبية.

وبيّن بن مبارك، خلال لقائه في عدن، المبعوثة النرويجية الخاصة إلى اليمن “هايدي جوهانسون” أن الحفاظ على العملة الوطنية أولوية قصوى لارتباطها المباشر بمعيشة وحياة المواطنين، مؤكدا أن الوضع الاقتصادي الصعب هو نتيجةٌ للحرب الاقتصادية لمليشيا الحوثي.

وشدد بن مبارك، في لقاء مع البعثة الأوروبية لدى اليمن، على ضرورة وجود تدخل عاجل وسريع لإسناد الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية.

وعاد رئيس المجلس الرئاسي رشاد محمد العليمي إلى عدن قادما من السعودية برفقة رئيس ونائب الفريق الاقتصادي في وقت تشهد العملة لمحلية تراجعا غير مسبوق في تاريخها.

ووفق وكالة سبأ الحكومية، سيطلع العليمي على الإجراءات الحكومية المتخذة لتأمين الخدمات، والسلع الاساسية، والحد من تداعيات التضخم الحاد، والتقلبات السعرية التي فاقمتها الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، والسفن التجارية.

وأشارت إلى أنه سيعقد لقاءات موسعة برئاسة الحكومة، والفريق الاقتصادي، والغرف التجارية ومجتمع الاعمال، والمكونات السياسية والمدنية، والجهات ذات العلاقة، لتشارك الخطط والرؤى ا لتعزيز موقف العملة الوطنية.

في غضون ذلك، بحث العليمي مع السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، الدعم الدولي المطلوب لجهود الحكومة وتعزيزَ موقف العملية التي تشهد تدهورا متسارعا.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية سبأ إن اللقاء ناقش مستجدات الوضع اليمني، واحتواء تداعيات توقف الصادرات النفطية، وارتفاع أسعار الشحن البحري، جراء هجمات مليشيا الحوثي على السفن.

وأشارت إلى أن اللقاء بحث حيثيات الإجراءات الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية بحق بعض المؤسسات التجارية الوطنية، وسبل مراجعة تلك الإجراءات عبر الأطر القانونية، والقنوات المعتمدة بين البلدين.

وسجلت العملة المحلية في مناطق نفوذ الحكومة تراجعا غير مسبوق أمام العملات الأجنبية، فيما أعلنت محلات صرافة في العاصمة المؤقتة عدن، وقف عمليات بيع وشراء العملات.

وقالت مصادر مصرفية إن سعر صرف الدولار الواحد بلغ ألفي ريال في تعاملات اليوم الاثنين، فيما تجاوز صرف الريال السعودي 520 ريالا.

وأعلن البنك المركزي عن فتح مزاد لبيع مبلغ 50 مليون دولار أمريكي الأحد القادم في محاولة للحد من التراجع في العملة.

من جانبها، دعت الأحزاب السياسية في تعز، الحكومة، إلى التحرك الجاد والسريع لإيقاف تدهور العملة المحلية وتخفيف معاناة المواطنين جراء الغلاء غير المسبوق.

وأوضحت في بيان لها، إن من أوجب الواجبات على الحكومة بموازاة تصديها للانقلاب الحوثي وإرهابه، هو العمل بكل قوة لإصلاح الوضع المعيشي للمواطن، وتحسين ظروفه الاقتصادية.

ونددت بمسارعة المجتمع الدولي بالتعاطي السريع ضد إجراءات البنك المركزي، في حين غاب دوره نهائيا عن العمليات التي نفذتها مليشيا الحوثي لتعطيل تصدير النفط.